ads

اخر الاخبار

ads

الأحد، 7 أبريل 2019

المدمن و عشيقته :



في يوم مشمس جميل.. يحمل من الخفايا والاكاذيب ما يذيب الحجر و الصخر .. قرر ان  ينادي عشيقته للخروج معها في موعد غرامي بعدما الحت عليه سابقا .. 
متذكرا ما وصته به (وكانت رافعة حاجبها للأعلى بشكل مستفز) .
قائلة : لست انا من عليه ان يجبرك على الخروج في موعد غرامي معي .. انا العب دورا ليس لي .. من العادة ان يكون الرجل هو من يلح على خروج عشيقته ويخطط لذلك، بحيث يملئ راسه بجميع الافكار الخبيثة و الحيل والألاعيب ليقودها للمكان المناسب في الوقت المناسب  قصد الاختلاء بها ومصادقا الشيطان ..
 اتعلم ! من الان فصاعدا .. لن اخرج برفقتك.. بل عليك انت ان تلح علي وتقنعني بالخروج.. نعم انت .
و هذه اخر مرة  اقولها لك ..الم تلاحظ ! ، انا فتاة لم ابلغ ربع قرني، وفي مقتبل العمر ذات اعين خضراء اللون مشفرة بشكل مثير ولذي حقي من الجمال و احمل معي عشر سنوات من الفتن .. وخبرةً تقدر بثلاثة اخوات احداهن مطلقة والاخرى ارملة .. ينبغي عليك ان تتصرف بجنون وتنقاد كما اقول لك .. ينبغي ان تلاحقني كظلي بل واكثر من ظلي فهو يتخلى عني ليلا ...
(ثم لاحظت بانه ينظر اليها وكانه يلاحظ شيئا اخر ..حركت يديها امام عينيه لتنبيهه ..)
-         فقال : اه ماذا هناك !!؟؟( استفاق ...)
-         هي : افف لم تكن تسمع لما قلته لك كالعادة ! ..
-         هو : لقد سمعت .. ولكن هل تعتقدين انكِ اجمل من (شارا بوفا) لكي اجري خلفكِ؟ . الحب يفسده اللوم..  دعي ايامنا تمر هكذا الا حيث شاءت .. لا تقيديني .. انت تعلمين انني مريض ولا ابه لشيء وانا لم اقم بطقوسي الخاصة .
-         فقالت (حائرة) : هل يصل ذلك للحد الذي تنساني فيه ' انا ' ! (مشيرتا بأصبعها لنفسها ).
-         هو : لا انساكِ كليا .. ولكن لا تصبحين الخيار الاول ..
-         هي : يعني لا اعود من اولوياتك ا هاذا ما تقصد ..؟
-         هو: لا اعلم .. لكن ... سأتغير اعدك  ، انت ايضا قدمي لي يد المساعدة وتجاوزي عن اخطائي ... انسيني ما ينسيني فيك ..  
-         هي : المهم لقد حان وقت الذهاب ،سأذهب ولكن لا تنساني .. وتذكر لن اتصل بك وداعا .
-         هو : انتظري الم تنسي شيء ..؟
-         هي : لن تأخذها .. عقابا لك .. وداعا .(تهلى في روحك ).
-         فانصرف يتمتم : (يتهلى فينا ربي)...  ضاع يوم اخر، ولم اخد فيه حتى قبلة خفيفة .. ماعليش.
مرت الايام الى ان التقيا مجددا، واخيرا ..
-         (صباح البونجور)
-         هي : صباح النور .. اشتقت لك يا مجنون اربعة ايام كاملة لم تسأل عني أهذا قلب ام حجرة ؟ ، كنت اظنك نسيتني و لن تتصل بي كالعادة .
-         هو: لا تسبقي العيب .. كيف حال جميلتي ؟  (ثم نظر اليها متعطشا .. اعين خضراء مشفرة مزينة بالكحل ، اثداء مرتفعة للأعلى ، رقبة طويلة ، خصر رشيق ، خدود تميل الى الاحمرار ،و ارداف عريضة ،وشفاه رقيقة بأحمر شفاه غازر .. اضافة الى يوم جميل يساعد على صناعة ابناء ..  دلائل تدل على انها تريد ان تفسد وضوئي)
-         هي : الحمد لله اشتقت لك .. ولكن الى ماذا تنظر ؟
-         هو : اولست انظر لما هو لي !
-         هي : انت تحلم ما زلتَ لم تملكني، (الثقة في الوثيقة) ،دعنا من ذلك، الى اين نتجه الان؟ لا تقل لا تعلم .
-         هو : فلنجلس هناك قرب الاشجار ..فهو مكان جميل وهادئ .. يشبهك تماما (نظرات اغواء)
  جلسا معا مختبئان بين شجرتين في انتظار وصول الشيطان .
-         سالته : ا تحب الورد ؟؟
-         هو : اجل أحِب الورد قبل ان يُقطف ، وعندما يُقطف اشعرُ ان لدي الحق في ان التقِطهُ وارمِيه ان شِئت .
-         فقالك : اتعلم .. انا لا أثق في رجل لا يبكي... ولا يفرح. يتحرك ببطء شديد، لا يعترف بخطئه، لا يطلب الاعتذار، ولا يحركه انفجار.
فنظر في عينيها واختلى.
فلم يكن رده سوى ابتسامة صغيرة، لأنه أفلس من قبل ولا يعيد تكرار ذلك, فدغدغته لكي  لا يغيب مما رأت وما أعجبها, وكان لها ما ارادت ,ولكن في لحظة من الزمن... أفصح وقال:
-         كيف للبحر ان يبكي على سمكة تمردت داخله ... والسمكة لا تعيش خارجه، فانا لا أثق في أحد، فالحكومة سرقت، والحياة فسقت، والوالدين كذبوا، والاصدقاء هربوا، والمال غاب، والوقت عاب، والعقل شاب.
فخيل لها من دسق الحب بانها فهمته، وفي نفس الوقت قد علم بأنها لم تفهم ... لم تفهم (ان نظرته للحياة ليست فتاة فقط)، ولكن بالرغم من هذا كله فقد استأنس  بروحها التي تبدوا للعيان نقية !  
ونظر في يديها وقال: اريد ان أرى خاتمك، فقد اعجبني، و في الحقيقة هو يريد ان يلامس يدها الصغيرة.
فلمس اصابعها وهو ينظر في عينيها، فاحس بانها ستنزع يدها، فقال: عجبا لكي ! كل شيء فيك صغير، الا قلبك.
فأخفت كيدها، وارتاحت لكبريائه القاسي .
فقال لها  بنبرة صوته الساخرة :
-         انا لا أتوقع وجود فتاة، ليس لها ذكريات كما اخبرتني من قبل ،صحيح فجل النساء يخبين كنوزهن ومالهن  لكي يجدنها أيام شيخوختهن، ومن وجهة نظري اذكى و اثرى فتاة هي من تخبأ ذكرياتها وماضيها وخبرة الأيام والزمن ، فمن صاحبت الأيام، لن تقلق على اطفالها ولو كانوا أيتام .
هي : ما مررت به لا اعده ذكريات هذا كل ما في الامر، قل لي بربك كيف لمن كانت تتنفس فقط و عالمها كله ينحصر في المطبخ وبعض المسلسلات ان تكون لها ذكريات ،انا لست مثلكم أيها المجانين تعيشون ايامكم وكأنكم اطفال صغار ، تحاولون ان تتسلوا وان توقفوا الزمن مع كل سيجارة تدخنوها ..
هو : (محدثا نفسه لقد اطلت الجلوس معا ولم احصل على شيء حسنا الخطة ب ) ثم قال : اتعلمين انا اتعجب كيف امكن لفتاة في منتهى الجمال والرقة مثلك ان تحافظ على عذريتين !!
هي : اتقصد انني عذراء بمفهومها العادي ، وعذراء من الحياة أيضا .
هو : اجل .. فجل النساء يعشن يومهن بحذافيره.. يتذكرن التواريخ . الاحداث .. ما لبسته صديقتها في العامين السابقين . يفتخرن بجمالهن ..يسابقون الموضة .. لا يلبسن الا الجديد .. وجل كلامهن . فعلت . وأريد . واشتريت .وترى الكل يغار منها.
هي : صدقت . ولكن انا فقط اشعر اني متميزة . لأنني حافظت على عذريتين ،واشعر اني سأفقدهما الاثنين معا ، و قريبا عاجلا . (والتفتت نحوه ).
هو:  (بابتسامة واضحة منه قائلا في نفسه لقد قدمت لي رخصة الزواج الفوضوي)..ثم قال: هل تثقين في هذا الوحش الذي يجلس قربك ؟
هي : وهل اسمري يشك . الست افضل قارء للأفكار ؟
هو : جميعكن تتقن قلب الموازين والتهرب من الاجوبة.. انا لا اخدع بسهولة يا حلوة .
هي : حسنا .. انا اثق فيك لاني اتبع فلسفتي في الحياة. فهل هي توازي فلسفتك .
هو : لا حياة جميلة بلا فلسفة وقواعد بلهاء . مثل فتاة بلهاء تشبهك.
هي : (معليش) ..المهم ..  لا تنم مبكرا .. فأنا لا استطيع النوم بدون سماع صوتك .
هو : لا أتذكر اني نمت مبكرا .. ولكن لا تهاتفيني وصتك منخفض فأنا لا اسمع جيدا.
هي : تسمع فقط الكلمات المثيرة ..اه . يا انت ،ثم دع يدي يا شرير فقد حركت شهوتي.
هو : الا اين انت ذاهبة ..  تعالي الى هنا (ممسكا اياها بقوة)  لقد نسيت شيئا . واقترب منها .
هي : هل تسمع كف يدي .
هو : اياك وان تفعليها ، اريد ان افسد لك احمر الشفاه الذي وضعتِه بغزارة وعمدا.
 (فقبلته قبلة خفيفة على شفتيه) هل ارتحت الان ؟
هو : هل تعتقدين بانكِ قمتي بتقبيلي ، اقتربي (ووضع اصابعه الخشنة على خدها يداعبها ،وهي تنظر في عينيه ،وقال شفتي السفلى لك ِ وشفتك العليا لي ، وشرعا في تبادل القبل الى ان انساها نفسها ،ثم همس في اذنها قائلا : ماذا تختارين من يفسد كحل عينيك او من يفسد احمر شفاهك ؟ (اي من يبكيك او من يفرحك).
ابتسمت وقالت : اختارك انت .
فقال : اذن ذكرياتك قد بدأت ، فحاولي ان تمحيها ان استطعت . وتابع ما كان يقوم به ، والباقي لا يناسب ذوي القلوب الرهيفة والحساسة .

من رواية الفسق الملتزم
الكاتب : بوزيان حمزة (kamikase)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق