انا اشعر بك

انا اشعر بك يا صديقي.. اشعر بك كبرودة شتاء عاصف في (سانتيفي) ملقى على علبة كرتون.. كحنين شخص يشتهي سيجارة ليل في سجن منفرد ...  كقلب يتيم قُتل ابواه امامه.. كبقايا اسمنت علق في شقوق يد مساعد بنَّاءٍ سكير .. كصراخ جردان بطن فقير جائع ..  كبكاء ام على ابنها الوحيد امام المحكمة .

أتساءل كيف هو الفسق معك..؟  اي لذة تستمتع بها؟ اي حنظلة تتجرعها؟ ... هل الفت التسكع في قاع جهنم ؟ هل اتسخ ابن جنبك كليا ، الم يعد نفس الجيفة يزعجك ....  آيا ترى هل ايقنت بالحياة مجددا ..

لقد اكثرت الاسئلة عليك .. اترجاك لا تأتي .. لا تأتي فهنا الظلم يا صديقي... هنا الجحيم باسم الحياة، هنا المنفى ..

هنا نكح الرأس ...هنا الكلمات المتكررة والافواه المفتوحة هنا الأسماك.. هنا العهر، هنا ما لا يفع او يشفع .. هنا البشر احقر من الصديد .. هنا المشاهير المزيفون قد عادوا من الغربة ويحملون الكثير من المال .. هنا الكلام المعسول .. هنا الحاكم مشلول .  هنا الاستفزاز ..والاشمئزاز ، هنا رائحة الكذب القدرة تخنق خنقا ..بالرغم من علمهم انك تميز رائحتها قبل ثلاثة ايام..  مازالوا يخوضون في قيئهم..   يا لي السخف.

اتعلم .. لا احد هنا  يصلح للجوار ، وبالرغم من هذا كله ما زلت ترافقهم..

أتساءل ؟؟  ا هم يقودونك ! ..   لا يستشيرونك حتى، هل السجائر التي يقدموها لك مجانا اسكتتك وعلمتك الصمت  هيا انصرف.. مكانك ليس هنا، متى تنوي العودة .. قل لهم في وجوههم انتم انذال وحمقى وتبول على وعودهم وانصرف ..اقدفهم في اليم وان بسطوا اليك ايدهم ليضموك لا تبسط لهم  يدا ..

انا ارى انك فتى طيب بالرغم مما قالوه عنك واتهمت نفسك به ،..

اتعلم هم سبب فقدانك المتعة وبقاء الايام مجرد اعداد بالنسبة لك . وامسى اليوم كالأمس، ولا غدا لك .

كن انت ..  اين ما كنت.. عاشر الرجال البسطاء . واترك اشباه النساء ومجالس الاغبياء .وان القوا اقلامهم لا تلقهم قلما .. انت تعلم ما اقصد ...

بوزيان حمزة (kamikase)

من رواية الفسق الملتزم