الميت فوق الارض وصديقه الميت تحت الارض :

تسللت أشعت الشمس من النافذة لتوقد الشخص الخطأ .. وأرسلت خيوطها لتصفعه صفعتين ..

 فأستفاق من نومه أو من غيبوبته إن صح القول بمعنويات ساقطة اكثر من سروال جستن بيبر......

و بالرغم من عيونه التي مازالت منكمشة .. استطاع أن ينظر  حوله...

 ملابس داخلية مرمية في كل الجهات ،جوارب نتنة ،مناديل متسخة ،روائح كريهة ، واوراق مبعثرة هنا وهناك . كل هذا يسبح في غيمة دخان ..

انغمس الى اذنه صوت موسيقى راب تصدر من سماعات هاتفه الكبيرة كسماعات رجال الفضاء .

التمس هاتفه .. واسترق نظرة ..بعين واحدة كعين الدجال .. لان الاخرى لم تفتح بعد ..

كانت الساعة تشير الى الواحدة زوالا .. تفقد الاتصالات .. لا احد يتذكره .. مجرد رسائل لشركة الاتصال موبيليس .

-         تبا لهم وللحكومة...  كانت تلك اول كلمتان نطق بهما في ذاك اليوم .

حمل قداحته .. بعد ان تشاجر معها واشبعها بوابل من الشتم . قام بفك احجيتها و اشعل سيجارة معوجة ،   اتجه نحو الخزانة واختار عباءة بيضاء ، هي جميلة ولكن افسدتها بقع الطلاء باللون الاصفر ..

قام بغسل وجهه وحمل معه ما يحتاجه يومه التعيس (قداحة وعلبة سجائر وبعض القطع النقدية واربع حبات كيتيل)

مجموعة دلائل تدل على انه يوم سيمر بسلام ..

هرول في اتجاه الباب هروبا من صفعات كلمات امه فهو لا يطيق صراخها .

واخيرا يرى الشمس بعد اسبوع كامل لم يرها فيه ..

-         مساء الخير .. كانت تلك اول كلمة يسمعها .

-         نظر اليها من اسفل قدميها الى اعلى رأسها قائلا : من انتِ ؟

-         كالعادة انت لم تستيقظ بعد ... انا سعاد . سعاد بنت جارتكم .

-         تمتم قائلا (الله يسود لك سعدك)

-         ماذا قلت ؟

-         صص.. صباح لخير.. ومازال يتمتم (واش من خير .. لي يصبح على وجهك يشوف لخير )

-         انت محضوض لان لديك فتاة مثلي تحبك وتهتم بك .. امسك .. وتوقف عن الشتم،  لقد احضرت لك (خبزة الشحمة) قمت بإعدادها خصيصا لك .. اعلمُ انك تحبها . خد ..

-         يمسكها ويجلس قرب عتبة المنزل .. قائلا : (كاينة) ... بسم الله..  يا ربي بعد علينا الشر .

-         قربها من انفه ليشمها ،فلاحظت على وجهه علامة الرضى ثم نزل عليها قضما  ..وهي مازالت تنظر اليه بابتسامة بريئة .. أ اعجبتُك !

-         من ..؟؟  الخبزة ؟ اا .. اجل اعجبتني .

-          وماذا عن الفتاة  التي احضرتهَا لك ؟.

-         امسكي الصحن ... وقولي لها : الله يحفظك ويجيب لك لي يسترك .. (في خاطر خبز شحمة)  .

 وانصرف يمسح يديه كالذبابة من الدسم ..

واخيرًا وصل..  نزع من اذنيه السماعات . ودخل وكانه يدخل الى مقهى .

واحد .. اثنان .. ثلاثة .. ... اربعة .. ستة وعشرين . هنا... هذا هو قبر صديقي .

اشعل سيجارة وجلس ... السلام عليكم . او كما كنا نقول (واشااا شكام!)

   صديقي العزيز احييك وامرر لك السيجارة .. وغرسها في الارض .

.... تبا لك 3 ايام متتالية ...

ابشرك..  فهذا الامر سيفرحك كالعادة او بالأحرى سيريح اعصابك.. (ما زلتُ على قيد الموت).

 سأقولها واستسمحك على هذه الكلمة المخلة بالحياء .. (اشتاق اليك) ..

لا لا ارجوك ابقى مكانك .. لن اعيدها مرة اخرى .. ارقد بسلام .ارقد .  

انصت ... لقد احضرت معي بعض النقود لنشتري لفافة حشيش وندخنها معا .. هناك نوعية جيدة هذه الايام يبدوا انها  .(كتامة) ، ولكن يجب الى ان اركل مؤخرتك واهرب ... هل تتذكر .. يوم اخفائك عني ما بقي من سجائر في تلك الليلة ما زلت منزعج منك .. لكن اسامحك هذه المرة  لأنك عرفتني ..

 بسعاد تلك . فهي مفيدة احيانا ...

 ما بك تنظر الي هذه النظرة .. ماذا هناك ..

علي لا تقلها .. اياك.  انا اعلم ما يدور في راسك .. انت تريد ان تقول باني احبها ...

 الم اقل لك من قبل باني افضل قارء للذاكرة .. ها ..

 ما زلتُ كذلك .. و  ما زلت بلا احساس وبلا شعور ايضا ... لا مكان لا لسعاد ولا لغيرها .

و لولا هاذا التراب بيني وبينك لكنت ركلتك بكل ما اتاني الله من قوة .

علي..  لماذا تركتني؟ لماذا اعجبتك هذه الحفرة واستقريت فيها؟  الم نتفق على ان نهاجر الى اوروبا ونواعد الشقراوات !.. الم نتفق على ان نملئ الجدران بالكتابات ! . الم نتفق على ان لا نفترق !.

انت خائن وجبان وندل .. لقد تخليت عني .. قلي بربك : من سيدخن سجائرك خلسة؟ و من سيفسد تسريحة شعرك ؟.

ومن سيشتم معك الحكومة والشرطة؟ .. ومن يعترف بغبائك؟ ومن يسقط من معنوياتك؟

من يتبول على جدران مركز الشرطة .. انهض.

فؤاد مازال يملك هاتفك المسروق الن تستعيده منه ؟ قم وارمي جواربك المتسخة فقد افسدت الجو .. سأرميها ولا تقل لي بانك ما زلت في حاجة لها..

تبا لعنادك قلت لك دعنا من العناد فقد ورطنا عنادك هذا اكثر من مرة ..  حسنا سأنصرف ولكن هذه المرة لن أدخن لفافتين من الحشيش مرة لي ومرة من اجلك .

 وفي المقابل سأحضر لك زجاجة ويسكي غدا واسكبها على قبرك .

 واجلب هاتفك المسروق واتركه فوق قبرك واعدله على اغنية الشاب حسني (راني مرة هنا ومرة لهيه) لكي تستأنس بها..

فلترقد بسلام وتبا لك وللحكومة والشرطة  ..

من رواية الفسق الملتزم 

الكاتب : بوزيان حمزة (kamikase)